فصل: السنة الأولى من ولاية أحمد وهي سنة خمس وخمسين ومائتين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الأولى من ولاية أحمد وهي سنة خمس وخمسين ومائتين

فيها كان آبتداء خروج الزنج وخرج قائدهم بالبصرة فلما خرج أنتسب إلى زيد بن علي وزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن علي أبن الحسين بن علي بن أبي طالب وهذا نسب غير صحيح‏.‏

وآنضم عليه معظم أهل البصرة وعظم أمره وفعل بالمسلمين الأفاعيل وهزم جيوش الخليفة وآمتدت أيامه إلى أن قتل في سنة سبعين ومائتين بعد أن وفيها كان بين يعقوب بن الليث وطوق بن المغلس وقعة كبيرة‏.‏

وفيها عظم أمر ابن وصيف وقبض على حواشي المعتز بالله الخليفة فسأله المعتز في إطلاق واحد منهم فلم يفعل‏.‏

ولا زال أمره يعظم إلى أن خلع المعتز بالله من الخلافة في رجب ثم قتل بعد خلعه بأيام‏.‏

وآختفت أم المعتز قبيحة ثم ظهرت فصادرها صالح بن وصيف المذكور وأخذ منها أموالا عظيمة ثم نفاها إلى مكة وكان مما أخذ منها ابن وصيف ألف ألف دينار وثلاتمائة ألف دينار وأخذ منها من الجواهر ما قيمته ألفا ألف دينار‏.‏

وكان الجند سألوا المعتز في خمسين ألف دينار ويصطلحون معه ا فسألها المعتز في ذلك فقالت‏:‏ ما عندي شيء‏.‏

فلما رأى ابن وصيف هذا المال قال‏:‏ قبح الله قبيحة عرضت ابنها للقتل لأجل خمسين ألف دينار وعندها هذا كله‏.‏

وفيها بويع المهتدي بالله محمد وكنيته أبو إسحاق وقيل‏:‏ أبو عبد الله ابن الخليفة الواثق بالله هارون بالخلافة بعد خلع المعتز بالله في ثاني شعبان‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد الحافظ أبو محمد التميمي الدارمي السمرقندي الإمام المحدث صاحب المسند ومولده سنة مات عبد الله بن المبارك سنة اثنتين وثمانين ومائة وكان من الآئمة الأعلام وقد روينا مسنده المذكور عن الشيخ زين الدين رجب بن يوسف الخيري ومحمد بن أبي الشائب الأنصاري حدثانا أخبرنا أبو إسحاق التنوخي حدثنا أبو العباس الحجار وإسماعيل بن مكتوم وعيسى المطعم إجازة قالوا‏:‏ أخبرنا ابن الليثي حدثنا أبو الوقت عبد الأول بن أبي عبد الله عيسى بن شعيب بن إسحاق السجزي أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر السمرقندي حد ثنا الدارمي‏.‏

وفيها توفي المعتز بالله أمير المؤمنين أبو عبد الله محمد وقيل‏:‏ إن أسمه الزبير ابن الخليفة المتوكل على الله جعفر بن الخليفة المعتصم بالله محمد ابن الخليفة الرشيد هارون ابن الخليفة محمد المهدي ابن الخليفة أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي البغدادي ومولده سنة آثنتين وثلاثين ومائتين ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه وأمه أم ولد رومية تسمى قبيحة لجمال صورتها من أسماء الأضداد‏.‏

لم يقع لخليفة ما وقع عليه من الإهانة لأن الأتراك أمسكوه وضربوه وجروا برجله وأقاموه في الشمس في يوم صائف وهم يلطمون وجهه ويقولون له‏:‏ اخلع نفسك ثم أحضروا القاضي ابن أبي الشوارب والشهود حتى خلع نفسه ثم أخذه الأتراك بعد خمس ليال من خلعه وأدخلوه الحمام فعطش فمنعوه الماء حتى مات في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وله أربع وعشرون سنة‏.‏

وكانت خلافته أربع وفيها توفي الحافظ أبو يحيى صاعقة وأسمه محمد بن عبد الرحيم وله سبعون سنة‏.‏

وفيها توفي محمد بن كرام السجستاني‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع واثنتا عشرة إصبعا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست أصابع‏.‏

السنة الثانية من ولاية أحمد وهي سنة ست وخمسين ومائتين‏:‏ فيها وثب موسى بن بغا بالأتراك على صالح بن وصيف وطالبوه بقتل المعتز وبمال أمه قبيحة ووقع بينهم حروب قتل فيها صالح بن وصيف المذكور ثم خلعوا الخليفة المهتدي فقاتلهم حتى ظفروا به وقتلوه وبايعوا المعتمد بالخلافة‏.‏

وفيها آستعمل الخليفة أخاه الموفق طلحة على المشرق وصير أبنه جعفر ولي عهده‏!‏ وولاه مصر والمغرب ولقبه المفوض إلى الله‏.‏

وأنهمك المعتمد في اللهو واللذات واشتغل عن الرعية فكرهه الناس وأحبوا أخاه الموفق طلحة فغلب على الأمر حتى صار المعتمد معه كالمحجور عليه على ما سيأتي ذكره‏.‏

أوحد زمانه في علوم الحقائق وهو من كبار أصحاب سري السقطي وهو أول من عقدت له الحلقة ببغداد‏.‏

وفيها توفي الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام أبو عبد الله الأسدي الإمام العلامة صاحب كتاب النسب‏.‏

كان عالما بالأنساب وأيام الناس ولي قضاء مكة وقدم بغداد وحدث بها‏.‏

وفيها كان قتل صالح بن وصيف التركي أحد قواد المتوكل كان قد استطال على الخلفاء وقتل المعتز وصادر أمه قبيحة حسبما تقدم ذكره‏.‏

وفيها توفي الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن يردز به البخاري الجعفي مولاهم وكان المغيرة مجوسيا فأسلم على يد يمان البخاري الجعفي‏.‏

والبخاري هذا هو صاحب الصحيح مولده يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ومات ليلة عيد الفطر بقرية خرتنك بالقرب من بخارى وقد سمعت صحيحه أتفوت على سيدنا شيخ الإسلام جلال الدين عبد الرحمن ألب لقيني الشافعي رضي الله عنه أنبأنا والدي شيخ الإسلام أنبأنا جمال الدين عبد الرحيم بن شاهد الجيش أنبأنا إسماعيل بن عبد القوي بن عزون وأحمد بن علي بن يوسف وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق سماعا عليهم عن هبة الله بن علي البوصيري ومحمد بن أحمد بن حامد أل ارتاحي الأول عن محمد بن بركات والثاني عن علي بن الحسين بن عمر الفراء عن كريمة ابنة أحمد المروية عن محمد بن مكي الكشميهني عن محمد بن يوسف الفربري عن الإمام البخاري وأخبرني به الشيخ الأوحد أبو عبد الله محمد بن عبد الكافي السويفي سماعًا عليه لجميعه أنبأنا شمس الدين محمد بن علي بن الخشاب سماعا عليه لجميعه أنبأنا شيخان أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن الشحنة الحجار وأم محمد وزيرة بنت عمر التنوخية قالا أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن أبي عبد الله عيسى السجزي أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الداودي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السرخسي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري أنبأنا الإمام البخاري رضي الله عنه‏.‏

وفيها توفي أمير المؤمنين المهتدي بالله محمد ابن الخليفة هارون الواثق ابن الخليفة محمد المعتصم ابن الخليفة الرشيد هارون الهاشمي العباسي وكان صالحا عابدا يسرد الصوم متقشفا لم يل الخلافة بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أصلح منه غير أنه لم يجد من ينصره وحاربته الأتراك وخلعوه وداسوا خصيته وصفعوه حتى مات في منتصف شهر رجب فكانت خلافته سنة إلا خمسة عشر يومًا وأمه أم ولد رومية تسمى قرب‏.‏

قال الخطيب أبو بكر‏:‏ لم يزل صائما منذ ولي الخلافة إلى أن قتل وله نحو أربعين سنة وفيها توفي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري‏.‏

وفيها توفي علي بن المنذر الطريقي‏.‏

وفيها توفي محمد بن أبي عبد الرحمن‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع واثنتان وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة الثالثة من ولاية أحمد بن طولون على مصر وهي سنة سبع وخمسين ومائتين فيها دخل الزنج البصرة وأباحوها وبذلوا فيها السيف فحاربهم سعيد الحاجب وأستخلص منهم كثيرا مما كانوا أسروه وفيها عقد الخليفة المعتمد لأخيه أبي أحمد الموفق على الكوفة والحجاز والحرمين واليمن وبغداد وواسط والبصرة والأهواز وفارس وما وراء النهر وفيها قتل ميخائيل بن توفيل ملك الروم قتله باسيل الصقلبي وكان ميخائيل قد ملك أربعا وعشرين سنة وفيها حج بالناس الفضل بن إسحاق بن الحسن بن سهل بن العباس العباسي وفيها توفي الحسن بن عبد العزيز الحافظ أبو علي الجذامي المصري قدم بغداد وحدث بها قال الدار قطني‏:‏ لم أر مثله فضلا وزهدا ودينا وورعا وثقة وصدق عبارة وفيها توفي سليمان بن معبد أبو داود النحوي المروزي‏.‏

رحل في طلب العلم إلى العراق والحجاز واليمن والشام ومصر وقدم بغداد وذاكر الجاحظ ومات بها في ذي الحجة‏.‏

وفيها توفي شهيدا بأيدي الزنج العباس بن الفرج أبو الفضل الرياشي النحوي البصري مولى محمد بن سليمان العباسي رحل في طلب العلم وكان من النحو واللغة والفقه والأدب والفضل بالمحل الأعلى وكان من الثقات الحفاظ وقرأ كتاب سيبويه على المازني فكان المازني يقول‏:‏ يقرأ علي كتاب سيبويه وهو أعلم به مني‏.‏

وفيها توفيت فضل الشاعرة كانت من مولدات اليمامة وكذا أمها وبها ولدت فرباها بعض الفضلاء وباعها فاشتراها محمد بن الفرج الرخجي وأهداها إلى المتوكل ولم يكن في زمانها أفصح منها ولا أشعر‏.‏

وفيها توفي شهيدا بأيدي الزنج زيد بن أخزم بمعجمتين الطائي الحافظ‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وست عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثماني عشرة السنة الرابعة من ولاية أحمد بن طولون على مصر وهي سنة ثمان وخمسين ومائتين فيها عقد المعتمد على الله لأخيه الموفق طلحة على حرب الزنج فندب إليهم الموفق منصورا فكانت وقعة بين منصور بن جعفر بن دينار وبين يحيى فانهزم عن منصور عسكره وساق وراءه يحيى فضرب عنقه وآستباحت الزنج عسكره فلما وصل الموفق إلى نهر معقل انهزم جيش الخبيث رأس الزنج ثم تراجعوا وقاتلوا جيش الموفق حتى هزموه وانحاز الموفق وهم بالهروب ثم تراجع وواقعهم حتى انتصر عليهم وأسر طاغيتهم يحيى المذكور وقتل عامة أصحابه وبعث بيحيى إلى المعتمد فضربه ثم طوف به ثم ذبحه‏.‏

وفيها وقع الوباء العظيم بالعراق ومات خلق لا يحصون حتى مات غالب عسكر الموفق فلما وقع ذلك كثر الزنج على الموفق وواقعوه ثانيا أشد من الأول‏.‏

ثم هزمهم الله ثانيًا‏.‏

وفيها كانت زلازل هائلة سقطت منها المنازل ومات خلق كثير تحت الردم‏.‏

وفيها كانت واقعة ثالثة بين الزنج والموفق كانوا فيها متكافئين‏.‏

وفيها توفي أحمد بن الفرات بن خالد أبو مسعود الرازي الأصبهاني‏.‏

كان أحد الأئمة الثقات‏.‏

وفيها توفي أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان البصري الحافظ سكن بغداد وحدث بها عن جده وغيره وروى عنه المحاملي وغيره‏.‏

وفيها توفي جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي‏.‏

كان يقال له قاضي الثغور وولي القضاء بسر من رأى وحدث عن أبي عاصم النبيل وغيره قال أبو زرعة الرازي‏:‏ كنت إذا رأيته هبته وأقول‏:‏ هذا يصلح للخلافة‏.‏

وفيها توفي محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس أبو عبد الله النيسابوري الذهلي مولاهم كان حافظ عصره وإمام الحديث بنيسابور وصاحب الواقعة مع البخاري صاحب الصحيح‏.‏

كان أحد الأئمة الحفاظ المتقنين كان الإمام أحمد بن حنبل يثني عليه وينشر فضله ويقول‏:‏ هو إمام السنة بنيسابور‏.‏

وفيها توفي معاوية بن صالح أب وعمرو الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس أصله من أهل مصر كان إمامًا عالمًا فاضلا محدثا كبير الشأن‏.‏

وفيها توفي يحيى بن معاذ بن جعفر أبو زكريا الرازي الواعظ أحد الزهاد أوحد وقته في علوم الحقائق وكانوا ثلاثة إخوة‏:‏ يحيى وإسماعيل وإبراهيم كان إسماعيل أكبرهم ويحيى الأوسط‏.‏

وفيها توفي يحيى الجلاء‏.‏

كان من الزهاد وصحب بشرا الحافي ومعروفًا الكرخي وسريا السقطي‏.‏

قال أحمد بن حنبلي‏:‏ قلت لذي النون‏:‏ لم سمي بابن الجلاء‏.‏

فقال‏:‏ سميناه بذلك لأنه إذا تكلم جلا قلوبنا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وخمس أصابع ونصف‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وخمس أصابع ونصف‏.‏

السنة الخامسة من ولاية أحمد وهي سنة تسع وخمسين ومائتين‏:‏ فيها كان أيضًا بين الموفق وبين الزنج مقتلة عظيمة ثم كان بين موسى ابن بغا وبين الزنج أيضًا مقتلة عظيمة وقتل فيها خلق من الطائفتين‏.‏

وفيها كانت وقعة بين الروم وبين أحمدبن محمد القابوسي على ملطية وشمشاط ونصر الله المسلمين‏.‏

وفيها ولد عبيد الله الملقب بالمهدي والد الخلفاء الفاطميين‏.‏

وفيها توفي الحسين بن عبد السلام أبو عبد الله المصري المعروف بالجمل الشاعر المشهور كان يصحب الشافعي رضي الله عنه‏.‏

وفيها توفي محمد بن عمرو بن يونس أبو جعفر الثعلبي ويعرف أيضًا بالسوس الزاهد العابد مات وقد بلغ من العمر مائة سنة‏.‏

وفيها توفي محمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع أبو الحسن القرشي الدمشقي الحافظ العالم المحدث مصنف كتاب الطبقات‏.‏

وفيها توفي الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي ألج رجاني العالم المشهور‏.‏

وفيها توفي أيضًا أحمد بن إسماعيل السهمي‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع سواء‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وخمس أصابع ونصف‏.‏

السنة السادسة من ولاية أحمد وهي سنة ستين ومائتين‏:‏ فيها كان الغلاء المفرط بالحجاز والعراق حتى بلغ الكر من الحنطة ببغداد مائة وخمسين دينارًا‏.‏

وفيها أغارت الأعراب على حمص فخرج أميرهم منخور التركي لحربهم فقتلوه وتولى بعده حمص بكتمر التركي المعتمدي‏.‏

وفيها أخذت الروم لؤلؤة‏.‏

وفيها أيضًا كانت وقعات عديدة بين عساكر الموفق وبين الزنج وقتلت الزنج علي بن يزيد العلوي صاحب الكوفة‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الحافظ أبو إسحاق الجرجاني المقدم ذكره في الماضية على الصحيح في هذه السنة كان يسكن دمشق ويحدث على المنبر وكان من الأئمة الحفاظ إلا أنه كان منحرفا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏

وفيها توفي أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن مسافر كان يسكن الرملة وحدث بها وبمصر ودمشق وكان زعر الخلق‏.‏

وفيها توفي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ويقال له العسكري كنيته أبو محمد وهو أحد الأئمة الا ثني عشر المعدود ين عند الرافضة‏.‏

ومولده سنة إحدى وثلاثين ومائتين بسر من رأى وأمه أم ولد‏.‏

وفيها توفي الحسن الفلاس العابد الزاهد كان يتقوت من قمام المزابل صحبه بشر الحافي وسري السقطي ومعروف الكرخي وأنتفع به بشر الحافي‏.‏

وفيها توفي الحسن بن محمد بن الصباح أبو علي الزعفراني أصله من قرية بالعراق يقال لها الزعفرانية وهوصاحب الإمام الشافعي الذي قرأ عليه كتاب الأم وروى عنه أقواله القديمة‏.‏

وفيها توفي مالك بن طوق بن غياث التغلبي صاحب الرحبة ة كان أحد الأجواد ولي إمرة دمشق والأردن‏.‏

وفيها توفي محمد بن مسلم بن عبد الرحمن أبو بكر القنطري‏.‏

كان ينزل قنطرة البردان ببغداد فنسب إليها وكان يشبه في الزهد والورع ببشر الحافي‏.‏

أمر النيل في هذه‏!‏ السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وأربع أصابع ونصف‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وإحدى عشرة إصبعًا‏.‏

السنة السابعة من ولاية أحمد وهي سنة إحدى وستين ومائتين‏:‏ فيها ولى الخليفة المعتمد أبا الساج إمرة الأهواز وحرب صاحب الزنج فكان بينه وبين الزنج وفيها بايع المعتمد بولاية العهد بعده لابنه المفوض جعفر المذكور قبل تاريخه أيضًا وولاه المغرب والشام والجزيرة وأرمينية وضم إليه موسى بن بغا وولى أخاه الموفق العهد بعد أبنه المفوض وولاه المشرق والعراق وبغداد والحجاز واليمن وفارس و أصبهان والري وخراسان وطبرستان وسجستان والسند وضم إليه مسرورا البلخي وعقد لكل واحد منهما لواءين‏:‏ أبيض وأسود وشرط إن حدث به حدث الموت أن الأمريكون لأخيه الموفق إن لم يكن آبنه المفوض جعفر قد بلغ وكتب العهد وأرسله مع قاضي القضاة الحسن بن أبي الشوارب ليعلقه في الكعبة‏.‏

وفيها توفي الحافظ مسلم بن الحجاج بن مسلم الإمام الحافظ الحجة أبو الحسين النيسابوري صاحب الصحيح ولد سنة أربع ومائتين‏.‏

قال الحسين بن محمد الماسرجسي‏:‏ سمعت أبي يقول سمعت مسلما يقول‏:‏ صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة‏.‏

وقال أحمد بن سلمة‏:‏ كنت مع مسلم في تأليف صحيحه اثنتي عشرة سنة قال‏:‏ وهو آثنا عشر ألف حديث يعني بالمكرر‏.‏

قلت‏:‏ مات يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من شهر رجب‏.‏

وقد روينا صحيحه عن أبي ذر الحنبلي أنبأنا محمد بن إبراهيم البياني سماعا أنبأنا أبو الفداء إسماعيل وعلي بن مسعود بن نفيس قالا أنبأنا إبراهيم بن عمر بن مضر وأحمد بن عبد الدائم قال ابن مضر أنبأنا منصور وقال ابن عبد الدائم أنبأنا محمد بن علي بن صدقة الحراني أنبأنا صدر الدين البكري قال البكري أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي قال ابن عساكر إجازة قال الفراوي وهو فقيه الحرم قال أنبأنا الفارسي أنبأنا الجلودي أنبأنا ابن سفيان أنبأنا مسلم‏.‏

وفيها توفي الحسن بن محمد بن عبد الملك أبو محمد القاضي الأموي ويعرف بابن أبي الشوارب كان فقيها عالما فاضلا جوادا ذا مروءة ولي القضاء سنين عديدة‏.‏

وفيها توفي الشيخ الإمام المعتقد أبو يزيد البسطامي واسمه طيفور بن عيسى بن شروسان وكان شروسان مجوسيا وكان لعيسى ثلاثة أولاد‏:‏ آدم وهو أكبرهم وطيفور هذا وهو أوسطهم وعلي وكان الثلاثة زهادا عبادا‏.‏

وكان طيفور أفضل أهل زمانه وأجلهم محلا‏.‏

كان له لسان في المعارف والتدقيق وكان صاحب أحوال وكرامات وقد شاع ذكره شرقًا وغربًا‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن محمد بن يزداد أبو صالح الكاتب المروزي وزر أبوه للمأمون ووزر هو للمستعين والمهتدي وكان أديبًا شاعرًا فاضلًا جوادًا ممدحًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وثلاث عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وخمس أصابع ونصف‏.‏

وهي سنة اثنتين وستين ومائتين‏:‏ فيها ولي قضاء سر من رأى علي بن الحسن بن أبي الشوارب عوضًا عن أبيه‏.‏

وولي قضاء بغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي‏.‏

وفيها آشتغل المعتمد بقتال يعقوب بن الليث الصفار فبعث كبير الزنج عسكره إلى البطيحة فنهبها وأفسد العسكر بها وأسروا وقتلوا‏.‏

وفيها تعرض رجل لامرأة ببغداد وغصبها بمكان وهي تصيح‏:‏ اتق الله وهولا يلتفت فقالت‏:‏ ‏"‏ قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك ‏"‏ الآية 46 الزمر‏.‏

ثم رفعت رأسها إلى السماء وقالت‏:‏ اللهم إنه قد ظلمني فخذه إليك فوقع الرجل ميتا‏.‏

قال ابن عون الفرائضي‏:‏ فأنا والله رأيت الرجل ميتا فحمل على نعش والناس يهللون ويكبرون‏.‏

وفيها غلب يعقوب بن الليث الصفار على فارس وهرب عامل المعتمد إلى ا لأهواز‏.‏

وفيها توفي خالد بن يزيد أبو الهيثم التميمي الخراساني الكاتب أحد كتاب الجيش ببغداد‏.‏

كان فاضلًا شاعرًا‏.‏

وفيها توفي سعد بن يزيد أبو محمد البزاز كان إمامًا فاضلًا شاعرًا حافظًا وفيها توفي عبد الله بن الفقير المروزي المعتقد كان من الأبدال كان مقيمًا بقزوين فإذا كان يوم الجمعة قد سلك مسافة بعيدة وكان يمشي على الماء ويقف له بحرجيحون وكان يتقوت بالمباحات‏.‏

وفيها توفي يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور أبو يوسف الحافظ السدوسي البصري كان إماما حافظا فقيها عالما صنف المسند معللا إلا أنه لم يتمه وكان يتفقه على مذهب مالك وسمع منه يزيد بن هارون وغيره‏.‏

وكان ثقة إلا أنه كان يقول بالوقف فى القران فهجره الناس‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وثلاث عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثماني عشرة إصبعًا‏.‏

السنة التاسعة من ولاية أحمد وهي سنة ثلاث وستين ومائتين‏:‏ فيها سار يعقوب بن الليث الصفار إلى الأهواز وأسر الأمير ابن واصل واستولى على وفيها استوزر الخليفة المعتمد الحسن بن مخلد بعد موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فلما قدم موسى بن بغا إلى سامرا هرب الحسن المذكور فآستوزر مكانه سليمان بن وهب في في الحجة‏.‏

وفيها حج بالناس الفضل بن إسحاق الذي حج بهم في الماضية‏.‏

وفيها توفي الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان بن عرطوج أبو الحسين التركي الوزير‏.‏

وسبب موته أنه دخل ميدانا في داره يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة ليضرب الصوالجة وركب ولعث فصدمه خادمه رشيق فسقط عن دابته ميتا‏.‏

وفيها توفي محمد بن محمد بن عيسى أبو الحسن البغدادي ويعرف بآبن أبي الورد كان من الزهاد والورعين‏.‏

وفيها توفي الإمام الحافظ محمد بن علي بن ميمون الرقي العطار إمام أهل الجزيرة وفي التهذيب‏:‏ توفي سنة ثمان وستين‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وأربع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشرون إصبعًا‏.‏

وهي سنة أربع وستين ومائتين‏:‏ فيها في المحرم خرج أبو أحمد الموفق ومعه موسى بن بغا إلى قتال الزنج فلما نزلا بغداد مات موسى بن بغا فحمل إلى سامرا ودفن بها‏.‏

وفيها في شهر ربيع الأول توفيت قبيحة أم الخليفة المعتز بسامرا وكان الخليفة المعتمد قد أعادها من مكة إلى سامرا وأكرمها وكانت أم ولد للمتوكل رومية وكانت فائقة في الجمال فسميت قبيحة من أسماء الأضداد وقد تقدم ذكر مصادرتها من قبل صالح بن وصيف وما أخذ منها من الذهب والجواهر‏.‏

وفيها توفي عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ الحافظ أبو زرعة الرازي مولى عياش بن مطرف القرشي ولد سنة مائتين بالري وكان إماما حافظا ثقة صدوقا وهو أحد الأئمة المشهورين الرحالين لطلب الحديث‏.‏

قدم بغداد وحدث بها غير مرة وجالس الإمام أحمد بن حنبل وكان يحبه ويثني عليه‏.‏

وفيها توفي إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم الفقيه أبو إبراهيم المزني المصري صاحب الشافعي روى عنه وعن غيره وروى عنه أبو بكر بن خزيمة والطحاوي وغيرهما وهو أحد الأئمة المشهورين وتفقه به جماعة وصنف التصانيف منها‏:‏ الجامع الكبير والجامع الصغير ومختص‏!‏ المختصر ولما قدم القاضي بكاربن قتيبة على قضاء مصر وهو حنفي اجتمع به المزني فسأله رجل من أصحاب بكار وقال‏:‏ قد جاء في الأحاديث تحريم النبيذ وتحليله فلم قدمتم التحريم على التحليل فقال المزني‏:‏ لم يذهب أحد إلى تحريم النبيذ في الجاهلية ثم حلل لنا ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا فحرم فهذا يعضد أحاديث التحريم‏.‏

فآستحسن القاضي بكار ذلك منه‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثماني أذرع واثنتا عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا واثنتان وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة الحادية عشرة من ولاية أحمد وهي سنة خمس وستين ومائتين‏:‏ فيها خرج صاحب الترجمة أحمد بن طولون من مصر إلى الشام في المحرم وتوجه إلى أنطاكية وحصر بها صاحبها سيما الطويل ولم يزل‏!‏ مقيمًا عليها بآلات الحصار إلى أن أخذ أنطاكية وقتل سيما الطويل المذكور ثم عاد إلى مصر‏.‏

وفيها أمر الموفق بحبس سليمان بن وهب وأبنه عبد الله فحبسا وأخذ أموالهما وعقارهما ثم صلحا على تسعمائة ألف دينار‏.‏

وفيها استوزر الخليفة المعتمد إسماعيل بن بلبل‏.‏

وفيها مات يعقوب بن الليث الصفار بالأهواز وخلفه أخوه عمرو بن الليث فكتب عمرو بن الليث إلى المعتمد بأنه سامع مطيع‏.‏

وفيها بعث ملك الروم بعبد الله بن رشيد بن كآس الني كان عامل الثغور وأسره الروم إلى أحمد بن طولون مع عدة إساري‏.‏

‏.‏

وفيها خرج العباس بن أحمد بن طولون إلى برقة مخالفًا لأبيه وكان أبوه قد استخلفه على مصر لما توجه إلى حصار سيما الطويل بإنطاكية وأخذ معه العباس ما في بيت مال مصر من الأموال وما كان لأبيه من الآلات وغيرها وتوجه إلى برقة فوجه أبوه أحمد بن طولون خلفه جيشا فقاتلوه حتى ظفروا به وأحضروه إلى أبيه فحبسه وقتل جماعة من القواد الذين كانوا معه‏.‏

وفيها دخل الزنج العمانية فأحرقوا سوقها وأكثر منازل أهلها وقتلوا وسبوا‏.‏

وفيها ولى الموفق عمرو بن الليث الصفار هراسان وكرمان وفارس وآبهان وسجستان‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن هانىء الحافظ أبو إسحاق النيسابوري كان أحد أئمة الحديث الرحالة واختفى أحمد بن حنبل في داره أيام المحنة‏.‏

وفيها توفي سعدان بن نصر بن منصور أبو عثمان الثقفي البزاز‏!‏ ولد سنة اثنتين وسبعين ومائة وسمع سفيان بن عيينة وغيره وكان أديبا شاعرا مات فى ذي الحجة‏.‏

‏.‏

وفيها توفي صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل أبوالفضل الشيباني ولد سنة ثلاث وثلاثين ومائتين في ربيع الأخر وولي قضاء أصبهان وكان صدوقًا كريمًا جوادًا ورعًا‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن محمد بن أيوب أبو محمد الزاهد الورع سئل قضاء بغداد فامتنع‏.‏

وفيها توفي علي بن الموفق العابد كان صاحب كرامات وأحوال وكان محدثا ثقة صدوقًا‏.‏

وفيها توفي عمرو بن مسلم الشيخ المعتقد أبو حفص النيسابوري‏.‏

كان من الأبدال مجاب الدعوة مات في شهر ربيع الأول‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏

وهي سنة ست وستين ومائتين‏:‏ فيها دخل علي بن أبان مقدم الزنج الأهواز فقاتله أغرتمش التركي فانتصر الخبيث على أغرتمش المذكور وقتل ونهب وبعث برؤوس القتلى ونصبها على سور مدينته‏.‏

وفيها وثب الأعراب على الحجاج وأخذوا الكسوة وصار بعضه إلى صاحب الزنج وأصاب الحج شدة عظيمة‏.‏

وفيها دخل أصحاب الزنج رامهرمز وآستباحوها‏.‏

وفيها كانت بين الأكراد والزنج وقعة ظهر فيها الزنج في الأول ثم كان النصر للأكراد على الزنج وأعمل فيهم السيف ولله الحمد والمنة‏.‏

وفيها توفي محمد بن شجاع الحافظ أبو عبد الله الثلجي البغدادي الفقيه الحنفي أحد الأعلام قرأ القرآن على اليزيدي وروى الحروف عن يحيى بن آدم وتفقه على الحسن بن زياد اللؤلؤي وغيره وصار إمام عصره وبه تخرج غالب علماء عصره‏.‏

وفيها توفي حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق العالم المشهور‏.‏

وفيها توفي محمد بن عبد الملك الدقيقي‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏